تقييم شاشة

مسلسلٌ دراميٌ سوريّ قصيرٌ وجريء, من انتاجات (وياك) الأصليّة, يضمّ الفَريق الأكَثر قيمة بين المُمَثّلين السّوريين كـ(سلّوم حدّاد) و(مهيار خضّور) و(أمل عرفة) و(أيمن رضا).

يطرحُ العَملُ قصّة أربعة أصدقاء شَباب قَد تَعاهدوا بوثيقة على أن يَبقوا أصدقاءً مُقرّبين للأبد, لكنّ الحياة فرّقتهم ليلتقوا مُجدّداً بسبب صراعاتٍ كبيرةٍ بينهم.
قُدّمت القصّة بشكلٍ مُتشعّب, حيثُ قامَ المُخرج باستخدام الاستعارات النصيّة والقِصَصيّة لدَعم القصّة الرئيسية للعمل, وهي فكرةٌ جيدةٌ بعضَ الشّيء, على الرُّغم من عدمِ استقراريّة التقنيّة مع محتوى باقي القِصص المُستعارة.
كما كان هناك الكثيرَ من التّقنيات الخاصّة بصناعة السينما الّتي نُفّذت بشكلٍ أكثرَ من جيّد, كتقنيّة تغيير الوَقت, وبداية القصّة من ذَروتِها, والتّعليق الصّوتي السّردي الجيّد.
ولا يخلو الأمرَ من تَرتيبِ المَشاهدِ الجيّد, وتَصويرُ الكاميرا من العديد من الزّوايا الغيرِ مألوفة, وخصوصاً الّلقطات الّتي أُخذت من الأَعلى.
بالنسبة لأداء المُمثّلين فَقد كانَ جيّداً جدّاً من جميع الطّاقم مع وجودِ بعضِ الاستثناءات, كما كانت تركيبة المُمثّلين مُعقّدة, بحواراتٍ جريئةٍ وسيناريوهاتٍ مُمتازة.
فبالإضافةِ للجانب التّقني الذّكي للعمل, فأنّه يُلقي الضّوء, كمَضمون, على العديدِ من القضايا المشكّلة للواقغ السّوريّ بعدَ الحرب, وخصوصاً القضايا المتعلّقة بالإنسان, والحياة الاجتماعيّة والقضايا الدينيّة.

عملٌ قصيرٌ ومكثّفٌ, معقدٌ وجريءٌ على مختلف الأصعدة الجيّدة, من الممكن أن يكون أفضل من ذلك فهو يحتوي على المقوّمات ليكون من أهمِّ الأعمالِ الرمضانيّة لهذا المَوسم, لكنّه غيرُ مناسبٍ للأطفالِ أو للمُشاهدة العائليّة.