تقييم شاشة

متى ينتهي الفِيلم؟
الآن؟
عندما تُعرضُ الشّاشة الخِتاميّة؟
عندما نَتناقَشُ حولهُ عندَ مَخرجِ صالة السّينما؟
في اليوم التّالي؟ شهر؟ أَم بعدَ سَنة؟
أو في كلِّ مرّة نُفكّرُ به؟
هناكَ بعضُ الأفلامِ الّتي تَنتهي عندَ الشّاشة الختاميّة, لكن وصدّقني, العديدُ مِنها لا تَنتهي أَبداً.

فيلمٌ فنّيٌ صدَرَ في العام 2021 من إخراج (جاستون دوبارت) و(ماريانو كوهن) وبطولة (بينلوب كروز), (أنتونيو بانديراس), و(أوسكار مارتينيز)

تدورُ أحداثُ الفِيلم حولَ رغبةِرجلُ أعمالٍ فاحِش الثّراء بتمويل فيلم مُقتبس من رواية, تَحكي قصّة أَخوين, حيث لا يتسطيعُ الأوّل أَن يُسامح الآخرَ لقتلِه والديهِم بحادثِ سيرٍ تحتَ تأثير الكُحول.
يُعدّ الفَنّ, وخُصوصاً في صِناعة السّينما, نواةَ الفكرةَ الرئيسيّة الّتي يرتَكِزُ عليها مَفهوم العَمل, فَمن اللّقطاتِ التمهيديّةِ الأولى ستُلاحظَ انبهاركَ بإسلوب الهِجاء الكوميديّ, الّذي يعدُّ من أكثرِ أنواعِ الكوميديا حَساسيّةً من حيثِ التَحكّم به وتَوظيفه, كما يُعدُّ أيضاً مفتاحاً لاستيعاب ما يرمي إليهِ العملُ على المُستوى العام.
بالإضافةِ إلى ذَلك, إنّ الموادَ البصريّة حِكايةٌ أُخرى كُليّاً, حيثُ تَميّزت بإسلوب الحدّ الأَدنى من حَيثِ التَوجُّه الفَنّي, بلقطاتٍ احترافيّة ,وغير تقليديّة بالتّزامن مع السّبناريوهات الذكيّة والقُدرات التَمثيليّة المُخضرَمة.

على عمقٍ أكبر, ليست هناك أي أيديولوجيّة لتأكيدِها أو للتّعبيرِ عنها, وذلك لأنّ رؤيةَ العَمل تَحمِلً بداخلها مَفهوم الفنّ باستقلاليّة كما قاعدة العمل الأساسيّة, وتشيرُ للفَنّ باستقلاليةٍ أيضاً, ممّا جَعلَ الفيلم مُختلفاً عن أيّ فيلمٍ آخر, ومُنَ المُمكن أنّ ذَلكَ سَبَبُهُ الدّمجُ بينَ الجّانب التّجاريّ والجّانب المَسرَحيّ في صِناعَةِ السّينما.

تُحفةٌ فَنيّةٌ مثاليّةٌ وغير تَقليديّة, يُنصَحُ بمُشاهَدتِه بِشدّة, لَكنّه غيرُ مناسبٍ لمَن هُم أقلُّ من 17 عاماً من الجُّمهور.