تقييم شاشة

عندما يسألونك, يجبُ عليكَ أن تقولَ التّالي " لقد ذهبتُ مع الطّيور, فَهُم يملكونَ الأجنحة, وأنا بحاجةٍ لقلبٍ جديد, حيثُ سنبدأ من جديد ونبدّل ريشنا, عندها ستجدُ كلمات جديدة. إنّ الكلماتَ تُعطي معانٍ جديدة, فعندما لا تَستطيع التذكّر, اخترع".

تحوّل الطّيور هو فيلمٌ وثائقيٌ برتغاليّ وإبداعيٌ طويل, تَدور قصّتُه حول (هينريك), ضابطُ البحريّة الّذي يَقضي وقته في البحار, بينما تَقومُ زوجتهُ برعاية أطفالهما في المنزل بعيداً عنه.
يحلُمُ طِفلهم الكبير بأنّه سيصبحُ عُصفور.
عندما تموتُ الأُم, تأخذُ العلاقة بين الأب وابنته شكلاً جذرياً لم يعيشوه من قبل.

قطعةٌ فنيّةٌ بامتياز, كلّ العناصر المكوّنة لهذا العمل الوثائقيّ الدراميّ قد خُلقت بإبداعٍ حقيقيّ, من لقطاتِ المَشاهد الصّبورة والطّويلة الّتي سُجّلت من نقطةٍ ثابتةٍ, والزّوايا الغيرِ اعتياديّة, والموادَ السمعيّة والبصريّة المُدهشة.
على الجانب الآخر,إن كلّ ما يتعلّقُ بالعناصر الكتابيّة والسرديّة على مستوى إبداعي عالي ونادر الوُجود. 
لقد كانَ الجانبُ العاطفيّ ذو حضورٍ قويّ, كما تَتّصِفُ هذه العناصر بشاعريتها, وغِناها بالتّشابيه والإسقاطات.
 هذه العناصر والعوامل في صناعة السّينما قد وُضِعَت بحزمةٍ واحدةٍ, وبتناغمٍ جميلٍ, وجُمِعَت مع التّعليق الصّوتيّ المُتعدّد لتَتماشي كلّ العناصر بشكلٍ متوافقٍ مع الانتقالِ بينَ المَشاهد.
على عمقٍ أكبر, يطرحُ الفيلمُ رؤيةً خاصّةً عن العالم الذي نعيشهُ ويضعُ الكثيرَ من الأسئلة الفلسفيّة, ويُعطي إجاباتٌ تدلُّ على رؤيةٍ مختلفةٍ تماماً للعالم.


 عملٌ حقيقيًّ, وذو عمقٍ كبيرٍ داخل طيّاته, ومبنيٌّ بذكاءٍ من حيثِ العناصرَ المِحوريّة, يُنصحُ بمشاهدَته بشدّة وخصوصاً مع العائلة للحُصول على تَجربةٍ أكثرَ كَثافة.