تقييم شاشة

معظمُ الأشخاص لا يرونَ أنّ العَقل هو الآلة الوحيدة والأخيرة للسّفر عبرَ الزّمن.

مسلسلٌ وثائقيٌّ قصير صدرَ على (نتفكلس) ومن إخراج (فوكس), تتمحورُ نواةَ فكرتهُ حولَ تَوضيحِ آليّة عمل الدّماغ البشريّ للجّميع, كما أنّه يُناقش العديد من المواضيع المُثيرة للإهتمام, والمتعلّقة كليّاً بهذا العضو الغامض.


يُبرهن العمل علميّاً أنّ حتّى أكثرَ ذكرياتنا أهميّة, والّتي تُشكّل أرضيّة قِصّة حياتِنا, لا تُسجّلُ في الدّماغ بشكلٍ مثاليّ, بتأكيد العديد من الخُبراء, وبنتائج العديد من الدّراسات في علم الأعصاب, وأيضاً من خلال مُناقشة بعض الحالات الطبيّة لمرضى بعد إجراء جراحة للدّماغ. يُلقي في حلقاتهِ الضّوء على عالم الأحلام الغامضِ, مُعطياً أدقَّ التّوضيحاتِ لأسباب تكوّن الأحلام, وكيفيّة تشكّلُها, ومناطقَ الدّماغ الخاصّة المسؤولة عن اعطاءها خصائصها وطِباعها باستخدام دلائلَ فنيّة, كلوحات الفنّان السرياليّ (سلفادور دالي), وبالتّالي دراسة الدماغ بإسلوبٍ بصريّ بهدفِ فَهمِ آاليّته بشكلٍ أفضل.
بالإنتقال للتحدّث حولَ القلق, نوبات الهَلع, وعلاقتهم الأسياسية بلوزة المُخ الّتي تعدّ مركز الدّماغ العاطفيّ, يأخُذنا لمُناقشة الاضّطرابات العصبية بشكلٍ عام, والتأمّل, وعلاقته بالدّين, والتّركيز, والتَّنوير.
يُختَمُ العملُ بالتحدّث عن تاريخ المُهلوسات, والنّظر بعمقٍ داخل عُقول المراهقين, ومقارنة أنواع الشّخصيات, وحتّى الإبداع.


عملٌ مذهلٌ وهادفٌ من حيث المُحتوى , ومن حيثِ الطّريقة في تَقديمه على كُلّ الأصعدة.
لا يخلو الأمر من بعض الانحيازاتِ الأيديولوجيّة في الأعمال الوَثائقيّة, لكنّه يستحقّ المُشاهدة بشدّة.